[size=24]السلام لك يا أم الله ,العذراء الحقيقية ,والتى حبلت وولدت ولكنها ظلت عذراء كما كانت قبل الولادة ,.
من نال ما نولتني يامريم ؟
لان قلبك لم يكن له مثيل بين البشر ,ما سرقلبك هذا النقي ؟ والذي جعل الاب من السماء يختارك ويُرسل أبنه الوحيد لكي يتجسد منك ومن الروح القدس .
أنه قلبك الطيع لعمل الله ,والمفتوح بكل طاقته لعمل الله .منذ ميلادك وأنتِ عذراء مكرسة لله ,مع العلم أنك صرتي مثل أى فتاه ,وكان يتحرك فيك جميع مشاعر كل فتاه ,ولكن كنِتِ عذراء حقيقية.
لم تسمحي أبدآ لفكرك أن ينحرف أو يميل خارج عن التفكير في الله وفي عمله ,وعندما كانت تفيض فيك المشاعر الطبيعية مثل كل فتاه كنت ِعلى الفور توجيهيها نحو الله .
أنه هو سر طهارتك العجيبة يكمن في استعداد قلبك في تحويل أي شيء يتحرك في داخلك ليخضع لله ويكون في الله . مستأثرين كل فكر الى طاعة المسيح 2كو 10 : 5
هذا تعلمتيه يا أمي العذراء منذ طفولتك وأنتي في الهيكل ,فقد شعرتي أنك هيكل الله الحقيقي وليس الهيكل الحجري!
فكان جو الهيكل وتكريس الهيكل الذى حولك يُثير فيك شهوة تكريس قلبك لله , شعرتي بلذة حقيقية في تكريس قلبك لله ,وكان هذا الاستعداد في ارادتك الحرة ,وتهيأت الظروف من حولك لتكوني عذراء عفيفة لله ,وقبلتي وأشتهي أن تكوني بالكلية لله.
فصار في نفسك انجذاب دائم لحضور الله ,وجلستي طول طفولتك في حضرة الله ,وتذوقتي ما هو أبعد من حضور الله على المقبب الذي على راس الكروبيم حز 10 : 1
وسمعتي صوت الله في قلبك أعمق من صوت الله من على أجنحة الكروبيم حز 10 :5
وزادت وتعمقت شهوة تكريس كيانك كله لله أكثر فأكثر ,ولم تنشغلي أبداً بما يدور حولك في الهيكل ., ولم تشغلك قضايا الكتبة والفريسيين ,ومع كثرة الاعياد والاحتفالات في الهيكل ولكن كل هذا لم يأخذ قلبك أبداً عن الله .
وعندما أتطلع الاب من السماء ووجد إرادتك هذه وهي في تمام قبولها لله ,فرح قلبه جدآ وأختارك وقرر أن يأتي منك ,فأنتي من أختيار الاب بسبب إرادتك التى تشتهي أن تكون بالكلية لله .
وعندما أصبحت ِ فتاه وتفجرت فيك مشاعر كل فتاه ,وصار هناك في داخلك ما يتحرك نحو الحياة ,وكان فيك مثل كل فتاه تتخيل أنها سوف تكون أم وتحتضن وليدها كما كانت تحتضن عروستها ,ويتدفق من قلبها الحب والحنان كما رسم له الله .
شعرتي بأنه لابد أن تكون حتى هذه المشاعر الطبيعية والتى من صنع الله .......لله !! ولم يعرف قلبك التغرب عن الله ولو للحظة واحدة ,لم تفكيري أبداً في الاستقلال عن الله ولو لثانية واحدة ,ورفضتي أن يكون لك شيئ خاص
حتى لو كان طبيعيى بعيد عن الله .
أن ارتباطك بالهيكل التى تربيتى فيه وعشتي فيه لم يكن للهيكل مثل المئات الذين سبقوكِ ولكن كان لصاحب الهيكل العظيم الرب اله الجنود يهوه اسمه هو 12 : 5
كل هذا جعل الاب يضع نهاية للزمان ويقرر أمتلاء واكتمال الزمان ولكن لما جاء ملء الزمان ارسل الله ابنه مولودا من امرأة مولودا تحت الناموس غل 4 : 4
فارسل لك جبرائيل لكي يبشرك بسر الاسرار ,ولان الاستعداد كان في قلبك والارادة حاضرة عندك لقبول أي شيئ من الله ,قبلتي سر الله بفرح وهدوء ,فمنذ مولدك وكل شيئ فيك قد تحول الى الله .
تعلمتي من كثرة الايام التى جلستي فيها لحساب الله فقط _ وما أكثر أيامك التى لله _ فهي كل عمرك البسيط السابق ولكنه عميق ,وهذا لانه من أرادة حارة وأستعداد دائم للتكريس لله .
لم يكن صوت الملاك غريب عنك ,فأنتي عشتي عمرك في بيت الملائكة , لم تكن بشارة الملاك لك مصدر إنزعاج أو جدل من داخلك لان داخلك يشتهي كل ما هو لله.
فقبلتي بشارة الله بفرح وسعادة ,وصدقتي قول الملاك ببساطة قلبك والذى يشتهي الله بأبعاد وأعماق لم يصل اليها أنسان من قبل .
لم تسمحي أن تبقي بشارة الله لك ِ في عقلك أبداً بل نزلت الى قلبك على الفور فقولتي هوذا أنا آمة الرب لو 1 : 38
حينئذ نطق قلبك على الفور قائلآ
تعظم نفسي الرب 47 وتبتهج روحي بالله مخلّصي. 48 لانه نظر الى اتضاع امته.فهوذا منذ الآن جميع الاجيال تطوبني. 49 لان القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس. 50 ورحمته الى جيل الاجيال للذين يتقونه. 51 صنع قوة بذراعه.شتّت المستكبرين بفكر قلوبهم. 52 أنزل الاعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين. 53 اشبع الجياع خيرات وصرف الاغنياء فارغين. 54 عضد اسرائيل فتاه ليذكر رحمة. 55 كما كلم آباءنا.لابراهيم ونسله الى الابد.لو 1 : 46 : 56
لقد تحقق إشتياق قلبك وصرتي أم وصارت فيك مشاعر الامومة ولكن من هو طفلك؟ أنه هو الله بنفسه وصار الله في بطنك جنين وتحرك مثل كل جنين ,وأنفتح باب من التأمل العالي في قلبك ,فبعد أن كنتِ تتأملي الله كائن خارج عنكِ أصبحتي تتأمليه في داخلك ,متصل بجسدك ولحمك ودمك !!!!
كم من الساعات الطويلة عشتي يا أمي وروحك مختطفة في هذا السر العجيب الذي صار فيك وصرتي طرف رئيسي فيه .
وأنتي في أختطاف لذيذ دخلتي الى أعماق نفسك وتلمستي هذا السر العجيب الذى صار فيكِ , وناجيتِ بروحك الخفيفة هذا الجنين الالهي الذي سكن في أحشائك .
كنتِ تحزني جدآ أذا أخرجتك الواجبات الضرورية من اختطاف روحك مع جنينك كانت روحك قد تعرفت على جنينك وهو في بطنك شعرتي به قبل أن يشعر به أى مخلوق أخر.
كان كيانك كله قد أنحصر في هذا الجنين الالهي ,وياللعجب أشتهيتي أن تكوني عذراء لله ,فجاء الله بنفسه وسكن فيك .
ومرت الايام وأنتِ تحسبينها خسارة هي الساعات البسيطة التى تخلدي فيها للثبات والنوم لانها كانت تجعلك بعيدة عن أحساسك ووعيك بما هو في بطنك , ولكن حتي في نومك كانت روحك مستيقظة مع الذي لاينام !!
ونمي الجنين وأكتمل بشريآ في بطنك وجاءت ساعة الولادة , وأنتِ تنتظري مثل كل أم أن تفرحي بطفلك , ولكن فرحك كان من نوع خاص فأنتي تنتظري طفلك وأيضاً ألهك .
لقد تكون في قلبك وعي روحي بسبب أشتياقك للتكريس لله وعي لم يصل اليه بشر من قبل ,فأنتي كنتِ تنتظري أن تري الله بعينك ,كنتِ من المنتظرين للمسيا مثل الانبياء بل أعظم جداً من كل الانبياء .