jesusismylife
عدد الرسائل : 88 العمر : 61 تاريخ التسجيل : 29/04/2009
| موضوع: الروح القدس وسر الحياة الابدية( 1 ) الأربعاء يونيو 24, 2009 7:52 pm | |
| الروح القدس وسر الحياة الابدية(1 ) _________________________________________
1_الروح القدس يُعلن عن المسيح ويحقق حضوره فى الفرد والكنيسة والعالم .
لقد أنكشفت محبة الله الاب لنا بعمقها وطولها وعرضها عندما بذل ابنه الحبيب من اجل جميع الخطاة , ولكى لا يهلك كل من يتعلق بالله ويترجى رحمته بل تكون له الحياة الابدية :
(لانه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الابدية. يو 3 : 16)
وايضآ بين المسيح عظمة محبته لنا لاننا ونحن بعد خطاة ومحكوم علينا بالموت والفساد بسبب خطايانا , تقدم المسيح وحمل خطايانا ونقلها عنا ومات عنا:
(ولكن الله بيّن محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح لاجلنا. رو 5 :
والمسيح يسوع واذ انه عالم بأننا بظهوره المحيي فى حياتنا نتعلق بشخصه وقلوبنا العطشانة للحب الحقيقى اذا وجدت يسوع وهو موضوع الحب الحقيقى للانسان .تتعلق به تعلقآ شديدآ .اذ تجد النفس البشرية ما تبحث عنه وتريده فعلآ .
حينئذآ تريد النفس ان تتحد بيسوع وتريد ان تبادله حب بحب , وتسعى النفس فى التشبث بالمسيح وتريد ان تتخيله وتريد ان يكون فعلآ حاضر كشخص حقيقى حي يمكن للنفس ان تُقيم معه علاقة حب حقيقية وشركة كيانية .
لانه متى وجدت النفس يسوع تجد كيانها وتجد وجودها الحقيقى اذ تلاحظ وبصورة حقيقية لا زيف فيها ان جميع احتياجات النفس ولذتها موجوده فى شخص المسيح حيث تنطبق النفس تماما الانطباق على المسيح ., ومعه لا تريد فعلآ اى شيئ اخر ففيه كل ما تُريد وكل ما تحتاج :
(((((( من لي في السماء.ومعك لا اريد شيئا في الارض. مز 73 : 25 )))))))))))
ولعل هذه حقيقة معلنة فى الانجيل حيث ان كل الخليقة قد خُلقت بالمسيح ومن اجل المسيح ولذلك عندما تجد النفس يسوع نتيجة اخلاص النفس فى البحث عنه وبجدية حينئذآ تنطبق النفس على أصل وجودها :
(فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين.الكل به وله قد خلق كو 1 : 16)
ولان المسيح عارف تماما بقدرات النفس البشرية,, وان قُدراتها البشرية ضعيفة جدآ على ان تتحد بالمسيح وان تشعر بيه أو تقترب من حضوره الفائق .
فعلى الرغم من أن الله حاضر فى كل مكان وحضوره يملئ الوجود كله ولكن النفس البشرية بقدرتها الطبيعية بعيدة كل البعد عن الشعور بحضور الله او الاحساس بوجوده
لان حضور الله لا يدرك بالعقل او بالتخيل او اى قدرة بشرية فهو أعلى وابسط من كل ذلك .!!
ومن اجل كل هذا تجلت جدآ محبة المسيح يسوع بصورة_ يصعب جدآ على كلامات البشر ومفردات اللغة ان تصف هذه المحبة _ عندما ارسل الروح القدس للبشرية ليسكن فيها ويمكث معنا الى الابد
وبهذا وصلت عطية الله الى قمتها وايضآ انكشفت محبة الثالوث للبشرية بصورة غير محدودة عندما ارسل المسيح روحه ليسكن داخل الانسان . ويعتبر مجيئ الروح القدس ليسكن داخل الانسان وتصير البشرية مسكن له قمة محبة الاب وأعظم عطية منه ولقد عبر عن هذا يسوع عندما قال:
(لكني اقول لكم الحق انه خير لكم ان انطلق.لانه ان لم انطلق لا يأتيكم المعزي.ولكن ان ذهبت ارسله اليكم. يو 16 : 7)
ولقد تحقق كلام المسيح فى يوم الخمسين حيث انسكب الروح القدس على البشرية كلها فى صورة الكنيسة المجتمعة فى علية صهيون فى المكان الذى كان يحلو للمسيح ان يجتمع نعهم فيه :
(ولما حضر يوم الخمسين كان الجميع معا بنفس واحدة. 2 وصار بغتة من السماء صوت كما من هبوب ريح عاصفة وملأ كل البيت حيث كانوا جالسين. 3 وظهرت لهم ألسنة منقسمة كانها من نار واستقرت على كل واحد منهم. 4 وامتلأ الجميع من الروح القدس أع 2 :1 _ 4)
ومن هذا اليوم والروح القدس يملء الكنيسة جيل بعد جيل ويشهد للمسيح بقوة ولكن فى من يسمح له بالعمل ويعطى المجال له ليعمل بالانسان .!!
لقد حقق الروح القدس للانسان اشتياق قلبه الذى ظل يحلم به الانسان زمان طويل جدآ ,فمعروف ان الانسان منذ العصور القديمة جدآ يحلم ان يرى الله ويتمتع بحضوره .ولكن كانت رؤية الله مستحيلة فى القديم حيث كانت الخطية والشر عائق ضخم يحجب رؤية الله للانسان .
ولكن بمجيئ المسيح وموته قضى على الخطية وجسد الخطية فشق الحجاب الذى كان يحجب الله عن الانسان . وظهر المسيح فى الجسد وحقق رؤية مبدائية لله بالنسبة لعين الانسان .
ولكن عندما حل الروح القدس وامتلئ الانسان منه تحققت الرؤية الحقيقة وأنفتح داخل الانسان بالروح القدس عين روحية جديدة وامكانية صعب ان تُوصف .
فالروح القدس هو الله وهو الذى يفحص اعماق الله :
((لان الروح يفحص كل شيء حتى اعماق الله. 1كو 2 : 10))
وهكذا أعطى الروح القدس للانسان أن يدخل فى حضور الله بصورة لا يستطيع العقل او القدرات البشرية ان تُدركها او تحتويها
وتحقق الحلم بالنسبة للانسان ان يرى الله ويشعر بحضوره الحقيقى ولكن بقدرة الله وبإمكانيات الروح القدس .فتتعب العين البشرية وتكل مجتهد ان ترى الله فلا ترى شيئ , ويجتهد العقل وينشط مستخدم كل قدرات التخيل والذكاء الانسان حتى يرى الله ولا يرى .!!
ولكن بمنتهى البساطة والسهولة ينقل الروح القدس الانسان الى حضور الله بشكل فائق على الرؤية الجسدية والتخيل العقلى بل وكل المنطق البشرى
فالمنطق البشرى أضعف جدآ ان يحتوى او يعقل هذا الحضور , ولكن هذه قمة محبة وتنازل الله أن يُعطى الانسان الضعيف أن يدخل بالروح القدس فى حضوره الحقيقى المملؤ مجد وكرامة والتى تسجد الملائكة امامه ولا تستطيع ان تتجاسر وترفع هامتها عند الاقتراب من هذا الحضور ...!!
وهذا الحضور يكون على مستوى الفرد فى علاقته الشخصية بالمسيح خلال يومه العادى . وايضآ على مستوى الجماعة خلال اللتورجيا وكل أعمال الصلاة الجماعية فى الكنيسة .واسرار الكنيسة
فهو الذى يعمل فينا وفى الاسرار ليتحقق الهدف من السر .وهو الذى يوحد جميع أعضاء الكنيسة الى جسد واحد هو جسد المسيح .
وهو الذى يُعطى القلب النور والامكانية ليقبل جسد المسيح وينتفع بفعله داخل الكيان الروحى .فأذا كان لا يستطيع أحد ان يقول يسوع رب الا بالروح القدس 1كو 12 _ 3
كذلك لا يستطيع احد أن يُدرك جسد المسيح ويقبله ليأكله حياة الا بالروح القدس فهو الذى يُظهر لنا حسب كلامات القداس الالهى .
والعجيب أن الروح القدس أيضآ هو الذى يعمل فى العالم وغير المؤمنين ولكن بطريقة ما مختلفة بكل تأكيد عن أبناء الله ولكنه هو الذى يحاول أن يقودهم الى المسيح أيضآ .
فالروح القدس هو المُحس والمشجع والقائد للنفس الى المسيح ,فهو الذى يرسم فى النفس صورة المسيح ,فهو كفنان مبدع ولكن ليس له مثيل يرسم جمال المسيح فى النفس البشرية لتحقق فى النفس صورة الله الحقيقة ..
وهذه بعض من كلمات القديس العظيم باسيليوس لتوضح نفس هذا المعنى وتكشف كيف يكون الروح القدس هو أساس استعلان حضور الله للانسان :
" إننا فى الروح القدس وبالايمان المؤيد بالروح القدس فقط يمكننا أن نعترف بالمسيح الذى هو الحق يو 14 : 6. وفى إدراكنا للحق تكون نقطة الانطلاق دائمآ نابعة من معرفتنا بالمسيح , ولكن اذا كان ممكنا أن نعترف بالمسيح بأعتناره الحق _ بأى طريقة كانت _ فذلك بفضل الروح القدس وحده 1كو 12 : 3
اذا كان هف المسيحي _ وبالتأكيد فرحه أيضآ _ هو التأمل فى ملامح وصفات شخص المسيح , بأعتباره أنه ليس فقط الاله المدبر لجميع الصالحات ,بل أنه يحصل على جميع هذه الخيرات للذين يتطلعون اليه _ فإن الروح القدس هو الذى يجعل هذا التأمل ممكنآ .
فضلآ عن أن الروح القدس يُمكننا أن نرى المسيح ونتأمله ليس بالتخيل , أو بالذكاء ولا حتى بالذاكرة البسيطة بل بحضوره الحي فى أعماقنا .....!!!!
فى الروح يُمهد السبيل لذاك الذى كان منفصلآ (أى الانسان ) للاتحاد بالله وفى الروح أيضآ يستطيع البشر أن يعيشوا فى شركة حقيقية مع المسيح .
روح الحق "يعلمكم كل شيئ " يو 14 : 26 " إنه يُذكرنا بالكلمة الالهى ويؤهلنا أن نفهمه , إذ يكشف لنا دائمآ نواحى جديدة من معانى كلامه.
إنه يحول وجودنا دائمآ الى عبادة أعمق للحق الالهى. والى هبة أعظم للنفس لكى تخدم الاخرين , وذلك فى شركة جماعة المؤمنين , وبدلآ من الحديث عن التجديد بمفهوم التقوى العاطفية او الانفعالات النفسية ,يمكننا أن نتكلم عن خليقة جديدة حقيقية لان الاشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديدآ 2كو 5 : 17
((((((((القديس العظيم باسيليوس)))))))))))) | |
|