لقد أرسلت لى تسأل سؤال فى غاية الاهمية وهو:
ماذا أفعال فى حزنى.؟
لقد أنتابنى منذ فترة حزن شديد. وقد ظننت أنه شيئ طارئ ,وسوف يمر ولكن مرت أيام وأنا كما أنا, أشعر بالحزن الشديد, ولم وصلت الى حد الضجر .خفت.
ولذلك أرسلت أستغيث ماذا أفعل فى حزنى؟؟
أخى الحبيب :فى الرب
هذا الحزن أنا أعرفه جيدآ . وأعرف مصدره .
أن الحزن الذى أنتابك هو من الرب ,أو بمعنى أخر سمح الله به.أما سببه ومصدره الحقيقة سببه هو ذاتك
عندما تكون النفس فى النعمة تتحرك بسلاسه فى أعمال الله . وتنظر دائمآ المسيح ولذلك تكون فى أمان وفرح .
ولكن قد يحدث أمران لابد و أن يسببوا الحزن للنفس .
الامر الاول:
++++ أحيانأ تنس النفس أنها تتحرك وتوجد بالمسيح ونعمة المسيح .وان كل عمل روحى أو فكر سمائى أو أى شيئ خاص بملكوت الله فهو من نعمة خاصة يهبها المسيح للانسان .
فعندما تجلس تقراء كلام الله فى الانجيل وتجد كلمات الانجيل مكشوفه وواضحه ومعزيه للنفس ,أدرك جيدآ أن ذلك بسبب روح الله القدوس الساكن داخل نفسك .
أو عندما تجد روحك تبحث عن المسيح وتشتاق الى حبه والتسبيح له وتنجذب للصلاة بفرح ولهفة,فأعلم أن من يهبك هذا الدافع هو روح الله الذى يشتهى فيك أن تظهر حياة المسيح فى كل كيانك ,
ولما تدخل الى الصلاة وترى المسيح بوجه مكشوف وتفرح فرح مجيد لا ينطق به فأعلم أن الذى كشف المسيح أمامك وأعطاك الاحساس بحضوره هو روح الله القدوس .
وعندما ينطلق لسانك بالتسبيح والشكر ويتهلل قلبك مع لسانك وتطلب ملكوته الابدى وشخصه قبل أى شيئ بل تجد أن كل طلباتك أنعدمت , ولم يتبقى فى قلبك أى طلب أخر بخلاف الثبات فيه وفى محبته أعلم تمامآ أن الذى نطق فيك وأعدك الى هذه الحالة هو روح المسيح فقط.
وكذلك عندما تجد نفسك قد أنسكبت تطلب من أجل أخوتك كل واحد بأسمه وتذكر أحتياجات أخوتك الروحية وتطلبها من المسيح بقلب صادق ونيه نقيه وبدموع تأكد أن الروح القدس هو الذى يحرك روحك .
أما المشكلة الكبيرة يا صديقى العزيز :
فى أن النفس أحيانأ تنس أنها لا تستطيع عمل أى شيئ من الاعمال الروحية السابقة .بدون روح الله وقد تنخدع مع فكر الشيطان الذى لايكل أو يمل فى خداع النفس بأن يخدعها أنها مصدر هذه الاعمال , وأذا أنخدعت النفس وتسرب هذا الفكر الى النفس ,فورآ يسحب الروح القدس نعمته ويترك النفس تواجه ذاتك العريانه .
ويحاول الانسان أن يعمل أى عمل من الاعمال السابقة فلا يستطيع
من هنا يحدث حزن شديد داخل النفس ,وخاصآ عندما يجد الانسان نفسه وقد صار مهجورآ من الله,
وأذا حاول قراءة الانجيل لا يفهم شيئ أذا غصب نفسه على الصلاة لا يستطيع.
بل لا يريد حتى سماع أى شيئ خاص بالله .ويسمح الله بذلك من محبته الشديدة للنفس ,حتى لا تستمر فى الخداع .
وتعود وتعرف أنها لا تستطيع عمل أى شيئ بدون الله .وهذا الاختبار مر على النفس ولكنه مهم جدآ حتى تدرك النفس تمامآ ان مصدر كل خيرها هو الله فقط وأنها لاشيئ بدونه ,
ولكن يعود الله فى الوقت المناسب ويظهر من جديد داخل النفس وتفرح به ,وهذا أختبار مهم فى حياة السائرين فى ملكوت المسيح.
يقيم المسكين من التراب . يرفع الفقير من المزبلة للجلوس مع
الشرفاء ويملكهم كرسي المجد . لان للرب اعمدة الارض وقد وضع عليها
المسكونة . صم 2 : 8
الامر الثانى:
الذى يسبب الحزن أيضآ هو أن المسيح وضع شرط هام لكل من يريد أن يتبعه وكل الانجيل و وصايا الله وحياته تقوم على هذا الشرط وهو من يريد أن يتبع المسيح لابد أن يجحد ذاته وكل ما تريد ذاته .
فان من اراد ان يخلّص نفسه يهلكها . ومن يهلك نفسه من اجلي ومن
اجل الانجيل فهو يخلّصها مر 8 :35
حينئذ قال يسوع لتلاميذه ان اراد احد ان يأتي ورائي فلينكر نفسه
ويحمل صليبه ويتبعني . مت 16 : 24
ولكن أحيانآ تطلب ذاتى شيئ وتريد أن تظهر على حساب المسيح وهذا يحزن روح الله , وسرعان ما ينعكس هذا الحزن على النفس . وأذا كان الانسان صادق فى السعى فى طريق ملكوت الله ,يملكه الحزن الشديد لانه هناك تعارض مع روح الله.
أما ماذا تفعل فلا مفر من الذهاب الى الله والارتماء الى الارض تحت قدمه , والصراخ له من كل القلب حتى يتحنن ويمد يده ويقيمك .وتعود نعمته من جديد تستلمك وتشجعك على نكران الذات التى تسبب حزن وغم للنفس .
الأربعاء يونيو 24, 2009 7:31 pm