+++ أغلقت هيلين عينيها و بأصابعها أخذت تحرك خصائل شعرها ,فقد كانت فى منتهى الحزن ,وحاولت أن تصلى:
"يارب ,أعنى أن أواجه هذه الظروف الصعبة ,ساعدنى أن أكون قوية"
وجرت دموعها مدرارآ على وجنتيها.
كانت هيلين على أهبة الخضوع لعملية استئصال الثديين.
هل يمكنها أن تحتمل هذا؟ وهل سيحتمل زوجها هذا؟ وهل سيظل يحبها ؟وماذا سيحدث من زميلاتها حين ترجع الى العمل فى المكتب التى تعمل فيه؟
كان ذهنها مشتتآ فى كل ناحية ,وكلنت تفكر :
الشيطان يلعب بى .وها هى تترك له الفرصه لذلك بأفكارها !
ولانها كانت مؤمنه حقآبالمسيح فكانت تعرف أن الله لن يتركها ولن يدعها تجرب فوق ما تحتمل.
والان ها موعد العملية يقترب , ويقترب جدآ بأسرع مما تحتمل ,وكل المشهد كان يفزعها:
الممرضات يدخلن ويقسن الحرارة والنبض ,
وأحد الاطباء يخبرها كم من الوقت ستستغرق العملية , وماذا يتوقع أن يحدث لها؟
أما هى صلت مرة أخرى:
"يارب أنت تعرف أكثر مما أعرف عن نفسى . أعنى ,أعطنى سلامك"
وكانت تردد " أه لو سمحوا لزوجى أن يكون معى .أو أى واحد يكون معى ويصلى معى ,
وأحست بأنها وحيدة .وليست وحيدة فقط بل وخائفة .
وهل هى هكذا ضعيفة.؟وهل هى فاقدة أيمانها ؟
وأغمضت عينيها وحاولت أن تهدى من نفسها . أنها على وشك أن تدخل ساحة الالم .
وحتى الحقنه التى أعطوها لها لم تهدئها لماذا يحدث معها هذا؟
هل بسبب خطاياها ؟ولكنها تعلمت أن الله لم يعد يعاقب الانسان على خطاياه ,فالمسيح رفع عنها عقوبة الخطية.
هذا كان فى العهد القديم فقط !!
تذكرت عنوان فصل فى كتاب يقول : الالم لم يعد عقابآ ,بل شركة مع الام المسيح ".
لم تحاول أن تستزيد من سؤال الله .ولكنها مازالت تتساءل .
وسمعت صوت الستارة يتحرك,وفتحت عيناها ,فأذا سيدة متقدمة فى السن بشعر يميل لونه الى الرمادى,
اقتربت منها وكانت أبتسامتها حلوه,وعيناها تبرقان .وبصوت ناعم سألتها:
هل تحبين أن أصلى معك"؟
ولم يكن فى وسع هيلين أن تهز رأسها بالموافقة .و أمسكت السيدة بيدها وهى متمددة على الفراش وبدأت تسلى.
وفى الحال تسلل السلام الى قلب هيلين, ولاول مرة وتملك سلام الله على قلبها بدلا من الخوف ,وصلت السيدة ان يحيط الرب هيلين بذراعيه.وسألت الله أن يعطيها السلام .
وأحست هيلين بحضور الله . ولم تحس بسلام مثل هذا من قبل,ولم تنتبه هيلين الى أن السيدة غادرة الغرفة,
ثم أتت الممرضات ليحملنها الى غرفة العمليات, وفى الحال شكرت هيلين الممرضات ,لانهن سمحنا للسيدة أن تدخل وتصلى معها .
ونظرت كبيرة الممرضات بأستغراب :
"أية سيدة؟ ليس مسموحا لاحد أن يدخل اليك الا هيئة المستشفى هل هى ممرضة؟
وهزت هيلين رأسها بالنفى:
"لا , لم تكن ممرضة .كانت سيدة طيبه جدآ ,أتت وصلت معى".
وأبتسمت الممرضة وقلت :
"هذا مستحيل .يا عزيزتى .هيئة المستشفى فقط هم المسموح لهم بالدخول الى هنا "
ولم تنكق هيلين , وأغلقت عينيها وتمتمت :
"أشكرك يا رب ,لانك أرسلت لى من يصلى معى . وشكرآ لك .بسبب السلام الذى أنا فيه ".
وبعد ساعات من أجراء العملية ,أفاقت هيلين من " البنج " ولما سألتها الممرضضات كيف حالك الان؟
ابتسمت فقط .
كانت لا زالت تحس بسلام وراحة , وعلمت أن الرب كان معها , وتيقنت أن العملية أجريت بيده هو. وهو كان معها وبجانبها .
لقد وعد الله بأن لا يتركها , ولا يهملها , وحفظ الله وعده