مقابلة مع الله:
_____________________(قصة رمزية)
كان طفل صغير يريد أن يتقابل مع الله. كان ذلك من قبيل تفكيره الطفولي. ولأنه كان قد تعلَّم أن الله هو في السماء، فقد كان يعرف أن الرحلة إلى الله جدَّ طويلة، لذلك فقد حزم حقيبته على بعض الفطائر وزجاجات الماء، وبدأ رحلته!
وبعد أن عَبَرَ في طريقه ثلاث عمارات، التقى بامرأة عجوز، كانت جالسة في حديقة الحيِّ تتأمل بعض الحمام. وجلس الطفل أمامها، وفتح حقيبته.
وكان الطفل على وشك أن يشرب كوب ماء حينما لاحظ أن المرأة العجوز يبدو عليها أنها جائعة، لذلك فقد أعطاها فطيرة من الفطائر التي يحملها. فقبلتها منه شاكرة، وابتسمت له.
وكانت ابتسامة المرأة العجوز جميلة جداً حتى أنه أراد أن يرى مرة أخرى ابتسامة أخرى مثلها، لذلك فقد قدَّم لها كوب ماء بارد. وابتسمت المرأة العجوز مرة أخرى.
وسُرَّ الطفل جداً! وظل الاثنان جالسين حتى ما بعد الظهر يأكلان، ويبتسمان، ولكنهما لم ينبسا كلمة واحدة.
وقبل أن يحلَّ الظلام، أحس الطفل بأنه متعب، وقام لينصرف، ولكنه قبل أن يُكمِّل خطوات قليلة عائداً، التفت إلى المرأة العجوز ورجع إليها وحيَّاها. فابتسمت له مرة أخرى، وكانت الابتسامة أكبر من سابقتها.
وعاد الطفل إلى بيته وهو مسرور. وحينما فتح الباب داخلاً إلى بيته، تعجَّبت أُمه أن الفرح والسرور يبديان على وجهه. فسألته:
- ”ماذا فعلتَ اليوم حتى أنك سعيد هكذا؟“
فأجاب:
- ”لقد أكلتُ مع الله؟“
لكنه، وقبل أن تسأله أُمه مستفسرة عن هذه الإجابة، أكمل كلامه قائلاً:
- ”أَلاَ تعلمين كيف؟ لقد كان يُقدِّم لي أجمل ابتسامة رأيتها في حياتي!“
+++++
وفي نفس الوقت، وبينما المرأة العجوز متهللة بفرح غامر، عادت إلى بيتها.
وقد تعجَّب ابنها بمظهر السلام والسعادة على وجهها، فسألها:
- ”أُمي، ماذا فعلتِ اليوم حتى أنك سعيدة هكذا؟“
فأجابت:
- ”لقد أكلتُ فطائر في الحديقة مع الله؟“
وقبل أن يسألها ابنها مستفسراً عن معنى إجابتها، أضافت قائلة:
- ”أَلاَ تعلم؟ إنه أصغر مما كنتُ أتصوَّر!“
+ «تعالوا يا مباركي أبي رِثوا الملكوت المُعدَّ لكم منذ تأسيس العالم. لأني جُعتُ فأطعمتموني. عطشتُ فسقيتموني. كنتُ غريباً فآويتموني. عرياناً فكسوتموني. مريضاً فزرتموني. محبوساً فأتيتم إليَّ... ياربُّ متى رأيناك جائعاً فأطعمناك. أو عطشاناً فسقيناك. ومتى رأيناك غريباً فآويناك. أو عرياناً فكسوناك. ومتى رأيناك مريضاً أو محبوساً فأتينا إليك... الحقَّ أقول لكم: بما أنكم فعلتموه بأحد إخوتي هؤلاء الأصاغر فبي فعلتم» (مت 25: 34-40). منقول للامانه
__________________