السعى وراء الحبيب :
_______________________
الرب يدخل والابواب مغلقة ,ولايمكن أن يقصر عن المجيئ ,لانه وعد بأن يأتى .
فأحتضن من سعيت فى طلبه,اقترب منه فتستنير, امسك به وتوسل اليه الا يبرح عنك سريعآ .
ترجاه الا يتباعد .سريعة العبور هى كلمة الله !! إنها لا تدع الغافلين يدروكونها ولا المتوانين .
ليت نفسك تخرج لملاقاته ,اقتف آثار الكلمة الالهى , لانه سرعان ما يعبر,.
ماذا تقول عروس النشيد " طلبته فما وجدته ,دعوته فما أجابنى " 5 : 6" انت يا من دعوته:
ويا من فتحت له ,لاتظن انه لا يُسر بك بسبب انه انطلق ,فهو يسمح أن نُختبر!!
ماذا يقول أيضآ فى الانجيل للجمع الذى كان يلح فى طلبه؟ _ يقول لهم :
ينبغى لى أن أبشر المدن الاخر أيضآ بملكوت الله لانى لهذا قد ارسلت "لو 4 : 43
اما من جهتك انت فإذا تراءى لك أنه قد تباعد ,فأخرج فى طلبه,ولكن من غير الكنيسة يمكنه أن يعلمك كيف تمسك بالمسيح؟
انها قد سبقت فأدلتك عليه ,ان كنت قد فهمت ما قرأت : فبعد الكلام مع الحرس تقول العروس :
" فما جاوزتهم الا قليلآ حتى وجدت من تحبه نفسى فأمسكته ولم أرخيه "نش 3 : 4
وكيف يمسك بالمسيح ؟ بربطُ المحبة .هذه فقط يمكنها أن تشده ,سيور الروح ,محبة القلب الخالصة هى وحدها التى يمكنها ان تمسك به.
فإن أردت أيضآ أن تمسك بالمسيح فأطلبه على الدوام دون ما خوف من تعب ,فغالبآ ما يكون وسط الالام المبرحة أو تحت الاضطهاد !!
انها افضل الظروف لملاقاة المسيح .
"فما جاوزتهم الا قليلآ" هذا ما قرأناه الان _ لحظات قليلة فقط بعد أن نخلص من أيدى المضطهدين ,وحتى لا نستسلم لقوات العالم يأتى المسيح لملاقاتك,
ولا يسمح بأن تجربتك تطول.
فمن يجد هكذا فى أثر المسيح ,ويجده يقدر حينئذ أن يقول "فأمسكته ولم أرخه ,حتى ادخلته بيت امى وحجرة من حبلت بى " نش 3 : 4
فما هو بيت الام وحجرتها ,الا محبتها العميقة التى تحتل اقدس مكان فى كيانك ؟ هذا البيت احفظه ونظف كل ركن فيه.
هكذا عندما يكون بيتك نظيفآ كله وضميرك نقيآ من كل دنس ,فأن هذا البيت الروحى سيرتفع قائمآ ومسنودآ "بحجر الزاوية"
وسيأتى الروح القدس ليسكن فيه ,فمن يطلب المسيح ويترجاه فإن المسيح لا يمكن أبدآ أن يتخلى عنه.
القديس أمبروسيوس أسقف ميلان
القرن الرابع